إيبلا هي مملكةٌ سوريةٌ قديمةٌ قامت في تلِّ مرديخ، تبعُد عن حلب حوالي 55 كم. ازدهرت في منتصف الألفِ الثالثِ قبلَ الميلاد، امتدّت المناطقُ التي كانت تحكمُها من الفرات شرقاً حتى سواحل المتوسط غرباً، ومن طوروس شمالاً، حماه جنوباً,أمّا نشاطُها التجاريّ فقد امتدّ إلى أكثرَ من ذلك بكثير.
عَرفت إيبلا نظامَ حكمٍ انفصلت فيه السّلطة الدينيّة عن المدنية، وكان الملكُ رأس الدولة. وإلى جانب الملك كان مجلسُ (الآبا)، وهو يعادلُ مجلسَ الشيوخِ، وكانت مهمّته مراقبةُ ممارساتِ الملك للسّلطة. ويلي الملك في المرتبة مسؤولٌ يُدعى (لوغال) أو حاكم المقاطعة، وتذكرُ النصوصُ أربعةَ عشرَ حاكماً، وهذا يعني أنّ إيبلا كانت مقسّمةً إلى أربعَ عشرة مقاطعة.
أمّا من الناحيةِ الدينيّة فقد اتّصفت إيبلا بصفتين، وهما تعدّدُ الآلهة وسيادةُ الآلهةِ الكنعانيّةِ في مجمَع الآلهة. فقد عَبدَ سكانها آلهةً مختلفةً ذكوراً وإناثاً، ومنها: نيداكول ودجن وإله الشمس وككاب إله النجم ورشف إله الطاعون والعالم السفلي وأشتار وعشتارت وليم وأدا (حدد) إله الطقس، إضافةً إلى الآلهة السومرية والحوريًة مثل: أنكي ونينكي وأشتابي وخبات. كما قدّسوا الأسلافَ والملوك.
فقدت إيبلا مكانتَها واستقلالَها مع ماري وكيش، وخضعت لأسرةِ شاروكين الأكّادي على يدِ الملك نارام سين، وكان ذلك بعد أن أحرقَ المدينةَ كلّها حوالي عام 2250 ق.م.
ذُكِرت إيبلا في وثائقَ مسماريّة تعود إلى عصرِ سرجون الأول مؤسّس الإمبراطورية الأكادية، كما ذُكِرت بوثائقَ تعودُ لعصرِ حفيدِه نارام سين. كما ورد ذكرُها في نصوصِ سلالةِ أور الثالثةِ وذُكرت في نصوص تعود للعصرِ الآشوريّ القديم. إلا أنّه لم يتمّ معرفةُ مكانِ إيبلا التي تمّ ذكرُها في العديد من هذه النصوص والوثائق حتى القرن العشرين. وفي عام 1955 في موقع تل مرديخ عثر فلاحٌ بمحراثِه مصادفةً على جزءٍ من حوضٍ منحوتٍ ومزيّنٍ بأشكالٍ نافرة، زُيِّن جانبٌ منه برجالٍ ملتحين والآخرُ بسباعٍ فاغرة. وفي عام 1964 بدأت بعثةٌ إيطاليةٌ بإدارةِ (بالو ماتييه) أعمالَ التنقيبِ في هذا التلِّ ولم يتأكّد أنّ الموقعَ هو نفسُه إيبلا القديمة وبقيت هذه المملكةُ مجهولةً إلى عام 1968 عندما عُثِر على جذعِ تمثالٍ نذريٍّ من الحجر البازلتيّ يحمل نقشاً أكّادياُ مؤلفاً من 26 سطراً، وتذكُرُ الكتابةُ أنّ التمثالَ هو هبةٌ من ملك (إيبلا) (إيبيت ليم) من (أجرش حيبا) لمعبد (عشتار) في مدينة (إيبلا)، وبذكرِ اسمِ إيبلا مرتين في النقش تم التأكُّد من أنّ موقعَ تلِّ مرديخ يضمُّ مملكةَ إيبلا القديمة.
أهمُّ الاكتشافاتِ كانت مكتبةَ القصرِ الملكيّ التي احترقت حين غزاها الملكُ الأكادي نارام سين، وبالنار التي كانت دماراً للمدينة شُويَت الرُّقَمُ الطينيّةُ وأصبحت مقاومِةً للعواملِ الجوية، وبفضلِها تعرّفنا على حقبةٍ غامضةٍ من الزمن تمتدّ بين عامَي 2400 و2250 ق.م. ولم تكن الرُّقَمُ المكتوبةُ بالأحرف المسمارية، ليست سومريةً ولا أكادية ولا تنتمي إلى لغةٍ معروفة، وبعد الدراسة والمقارنة وُجِد أنّها لغةٌ جديدةٌ خاصّةٌ بمملكةِ إيبلا. واتّضحَ أنّها أقدمُ من رُقْمِ ماري بـ 400 سنة ومن رقم أوغاريت بـ 1000 سنة.
والمكتبةُ ذاتُ أرشيفٍ منظمٍ ومنسّقٍ بشكلٍ جيّد وبلغ عدد الرُّقمِ الموجودةِ فيها حوالي سبعةَ عشر ألف وخمسمائة رُقيمٍ وكِسرةٍ طينية مكتوبة باللغة الإيبلائية. كان كلُّ رفٍّ مخصصاً لموضوعٍ وتتفاوت أحجامُ الألواحُ ومساحتُها وشكلُها. وشكلُ اللوح يوحي بمضمونه، فالصلوات والأدعية كانت على ألواحٍ مستديرة صغيرة، والأساطير على ألواح مستطيلة، والوثائقُ التاريخية على ألواح متوسطة ومستديرة أو مربعة بزوايا مستديرة.
اعتقد العلماءُ سابقاً أنّ أهمّ الحضارات التي كانت في الألف الثالثة قبل الميلاد هي حضارةُ مابين النهرين وحضارةُ وادي النيل، ولكنّ اكتشافَ إيبلا بدّل هذه النظريةَ، ذلك لأنها لا تقلُّ أهميةً عن هاتين الحضارتين. وفي عام 1999 ميلادي تمّ ترشيحُ هذا الموقع الهامَّ لوضعِه ضمنَ لائحةِ التراثِ العالميِّ، بعد أن تمّ تقديم ملفٍ كاملٍ يدرس هذا الموقع ويظهر القيمة العالمية الاستثنائية له.
قلعة حلب قصر محصن يعود إلى العصور الوسطى، تعتبر قلعة حلب إحدى أقدم وأكبر القلاع في العالم، يعود استخدام التل الذي تتوضع عليه القلعة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث احتلتها فيما بعد العديد من الحضارات بما في ذلك الإغريق والبيزنطيون والمماليك والأيوبيون، بينما يظهر أن أغلب البناء الحالي يعود إلى الفترة الأيوبية.
تعتبر قلعة حلب في سوريا من أكبر قلاع العالم، حيث تقع قلعة حلب في وسط المدينة القديمة فوق تل على شكل جزع مخروط قاعدته السفلية أبعادها (550م*350م) وقاعدته العلوية التي تقبع عليها القلعة تبلغ (375م *273م)، وترتفع حوالي 50 متراً عن مستوى المدينة.
ويحيط بالقلعة إطار شبه دائري وعدد من الأبراج التي تعود لحضارات مختلفة، وفي داخل القلعة نجد أمامنا مدينة متكاملة من مبان ومساجد وقاعات ومخازن وساحات ومسرح وحوانيت والكثير من الآثار، وقد تم الاهتمام بالقلعة في عهد السلطان الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين، فأقيمت البوابة الرئيسية وبعض المنشآت داخل القلعة.
كان سفح التل فيما مضى مكسواً ومرصوفاً بالحجارة الضخمة لكن لم يبقَ منه سوى القسم الملاصق للبوابة الرئيسية، ويميز القلعة مدخلها الرئيسي وهو عبارة عن جسر عريض مائل ذي درجات يتخطى الخندق، ومحمول على سلسة من القناطر الحجرية عددها 8 في طرفه الخارجي، وبرج صغير، أما في الطرف الآخر من الجسر والملاصق للقلعة، فيوجد برج كبير هو عبارة عن البوابة الرئيسية والتي تؤدي إلى داخل القلعة.
اول من بنى قلعة حلب سلوقس نيكاتور الدولة بإنطاكية و قد بناها على تل مشرف على المدينة و قد أضاف كسرى ملك فارس بعض المواضع إليها و رمم أسوارها و عندما أخذها سيف الدولة الحمداني ( 944- 967 ) رمم أسوارها و حصنها و كذلك فعل ابنه سعد الدولة و سكنها و جعلها دار إقامة له و قد خربها نقفور فوكاس ملك الروم عندما استولى على حلب.
تعد قلعة حلب من أجمل وأبدع القلاع وأكبرها ولها تاريخ حافل بالأحداث فقد كانت منطلقا وقاعدة للكثير من الحكام والملوك والقادة وشهدت أهم أحداث الشرق من عصر الآراميين مرورا بالعديد من الحضارات وحتى العصر الإسلامي.
تعلو القلعة ما يقرب من أربعين متراً عن مستوى مدينة حلب، وما زالت أسوارها وأبراجها قائمة، يعود بعضها إلى عصر نور الدين زنكي، ويحيط القلعة خندق بعمق ثلاثين متراً.
داخل القلعة يوجد جامعان أقدمهما هو جامع إبراهيم الخليل، والذي شيده نور الدين زنكي عام 1162 ميلادي فوق خرائب كنيسة بيزنطية، أما الجامع الكبير فقد بناه الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي عام (1210) ميلادي، كما تحوي القلعة على مئذنة مربعة ارتفاعها (20) متر في القسم الشمالي من القلعة، وإلى الشرق من المسجد الكبير تقع ثكنة إبراهيم باشا التي شيدت من الحجارة المنتزعة من سفح التل، ويعد القصر الملكي من أجمل القصور التاريخية في قلعة حلب، ويسمى دار العز أو دار الذهب، فيما يتألف القصر الذي تعرض للحريق في ليلة زفاف الظاهر غازي على ضيفة خاتون، وقد تم ترميمه مع العديد من المباني في عهد المماليك، نتيجة تدميرها على يد هولاكو (1254م) وتيمور لنك، وتم وضع العديد من الرموز بعضها يرمز لدولتهم وأخرى ذات دلالات طقسية عقائدية.
مدينة دمشق القديمة
تُعدّ مدينة دمشق عاصمة سوريا، وتُعتبر واحدةً من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم،[١] ويرجع تاريخها إلى 11,000 عام،[٢] حيث تأسست المدينة في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وعليه فإنّها تحتوي على العديد من المواقع الأثرية التي تعود في أصلها للحضارات المختلفة التي مرّت بها منذ الحضارة الرومانية وحتّى السلاجقة الأتراك، ويوجد فيها حوالي 125 نصب تذكاري وموقع أثري، ومن أهم معالم المدينة وأكثرها شهرة الجامع الأموي الكبير.
صُنّفت مدينة دمشق كموقع للتراث العالمي سنة 1979م، حيث ينسجم الطابع التاريخي لمدينة دمشق القديمة مع التكوين الحضري للمدينة اليوم، إذ لا زالت المدينة تُحافظ على الطابع التاريخي الذي يُميّزها من خلال الحفاظ على المباني الأثرية العامة فيها، مثل: المساكن والمراكز التجارية.
مدينة حلب القديمة
تقع مدينة حلب على مفترق الطرق التجارية المشهورة منذ الألفية الثانية قبل الميلاد، وعليه فقد خضعت لحكم العديد من الحضارات، فحكمها الحيثيون، والسريانيون، والأكّاديون، والإغريق، والرومان، والأمويون، والأيوبيون، والمماليك، والعثمانيون على الترتيب؛ لذلك تشتهر حلب بالعديد من المواقع الأثرية كحصن حلب، والمسجد الكبير الذي بُني في القرن الثاني عشر للميلاد، والمدارس الدينية التي بُنيت في القرنين السادس والسابع عشر للميلاد، والعديد من المساكن، والخانات، والحمامات العامة.
يوجد داخل أسوار المدينة القديمة حصن حلب، ويعتبر هذا الحصن شاهداً على القوة العسكرية العربية في الفترة ما بين القرنين الثاني والرابع عشر الميلادي، كما يحتوي على علامات تدل على مرور الحضارات السابقة حتّى القرن العاشر قبل الميلاد، وكذلك يحتوي الحصن على بقايا مسجد، وقصر، وحمامات، وتضم المدينة المسوّرة بعض المباني المسيحية المتبقية والتي تعود حتى القرن السادس عشر، وبوابات وأسوار تعود إلى العصور الوسطى، ومدارس إسلامية تعود للعصرين الأيوبي والمملوكي، وبعض القصور والمساجد المبنية خلال فترة الحكم العثماني.
تشتهر مدينة حلب ببعض المواقع التي عاصرت فترات الاحتلال للمدينة المسوّرة، مثل: باب الفرج الواقع خارج أسوار المدينة باتجاه الشمال الغربي، وحي الجديدة باتجاه الشمال، وغيرها من الأحياء في الجنوب والشرق، والتي تحتوي على العديد من المباني الدينية والمساكن.
مدينة بصرى القديمة
ظهر اسم بصرى الشام في رسائل تل العمارنة الشهيرة المكتشفة في مصر، والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وتُظهر هذه الرسائل المراسلات الملكية بين ملوك الفراعنة، والفينيقيين، والعموريّين، فقد كانت بصرى الشام العاصمة الشمالية لمملكة الأنباط، ثمّ بدأت حِقبة جديدة سنة 106م، عندما خضعت للحكم الروماني تحت سيطرة سيفيروس ألكسندر، حيث أعطاها عنوان مستعمرة بصرى، كما تمّ صكّ عملة عربية باسم الإمبراطور فيليب العربي فيها.
أصبحت بصرى وجهةً تجاريةً رئيسيةً للقوافل العربية خلال الحكم البيزنطي، كما لعب أساقفتها دوراً مهمّاً في بطريركية أنطاكيا، وكانت أول مدينة عربية يفتحها العرب في الفتوحات الإسلامية سنة 634م، وكذلك تُعتبر المدينة موقعاً أثرياً مهمّاً، حيث تحوي آثاراً رومانية، ونبطية، وبيزنطية، وإسلامية، مثل: المسرح الروماني الذي بُني في القرن الثاني عشر للميلاد في زمن الإمبراطور الروماني تراجان، والمسجد العمري الذي يُعتبر أقدم مسجد ناجٍ في التاريخ الإسلامي، وكاتدرائية بصرى المبنية في الفترة المسيحية المبكرة.
المواقع الأثرية في تدمر
توجد العديد من الآثار الرومانية، والإغريقية، والفارسية في تدمر الواقعة وسط الصحراء السورية، والتي تُعتبر واحدةً من أكثر المناطق جذباً للسياح في سوريا، حيث اكتسب موقعها الأثريّ أهميته بسبب موقعه سابقاً كموقف رئيسي للقوافل التجارية منذ سنة 44 ق.م وحتّى سنة 272م، ويُذكر أنّ تدمر أُضيفت رسميّاً لقائمة التراث العالمي سنة 1980م.
تشتهر تدمر بعدّة آثار منها شارع الأعمدة الكبير الروماني الذي يبلغ طوله 1100 متر، والذي يُحيط بشارع يربط معبد بل بساحة معسكر دقلديانوس، كما تضم تدر الساحة الدائرية، والمسرح الكبير، والعديد من المعابد الرومانية، بالإضافة إلى بعض المقابر الموجودة خارج أسوار المدينة في المنطقة التي تُسمّى بوادي القبور، وقلعة فخر الدين المعني التي تُعرف أيضاً باسم قلعة تدمر، أو قلعة ابن معن، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.
الجامع الأموي الكبير
يُعرف الجامع الأموي باسم جامع دمشق الكبير، وهو واحد من أقدم وأكبر المساجد في العالم، حيث يُعتبر أول عمل معماري بهذا الحجم في التاريخ الإسلامي، وبُني الجامع الأموي بطابع جامع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ويتكوّن مُصلّى المسجد من 3 ممرات مدعومة بأعمدة على النظام الكورنثي بالعمارة، وله قبة، ومحراب مميّزان يدلّان الزائر على القِبلة بسهولة، ولم يكن عمل المسجد محصوراً بالصلاة، فقد كان مكاناً للقيام بعدّة مهام، منها الآتية:
إقامة الصلاة سواء كانت صلاة جماعة أو صلاة فردية. التعليم الديني. تحقيق العدالة وإدارة القضاء. إقامة الاجتماعات السياسية. إغاثة وإيواء المرضى والمشردين.
مدينة أفاميا
تقع مدينة أفاميا على الضفة اليمنى من نهر العاصي، على بُعد 55 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة حماة، وتُطل على سهل الغاب، ويُذكر أنّها بُنيت من قِبل الملك الأول للسلوقيين سلوقس نيكاتور سنة 300 ق.م، وقد سمّى المدينة بهذا الاسم نسبةً لاسم زوجته.
ازدهرت المدينة وارتفع عدد سكانها ليصل إلى نصف مليون نسمة، وكونها مفترق طرق للجهة الشرقية التجارية، فقد كانت وجهة العديد من الزوار المرموقين مثل الملكة كليوبترا، والإمبراطورين الرومانيين سيبتيموس سيفيروس، وكاراكلا، كما كانت مركزاً للفلسفة والفكر في الفترة المسيحية، واشتهرت بالآثار الرومانية والبيزنطية ذات الجدران العالية، والطريق الرئيسي العام الممتد بطول 1850متر وعرض 87 متر، والمحاط بأعمدة لها نهايات معقوفة، لكن طريق الأعمدة دُمّر معظمه في القرن الثاني عشر الميلادي إثر زلزالين قويين، بالإضافة إلى أنقاض المسرح الروماني الذي تعرّض لهزّاتٍ بشكل متكرّر حتّى أصبح كومةً من الحجارة.
يوجد في المدينة قلعة المضيق وتقع شرقها، وللقلعة برجان ضخمان مطلّان على سهل الغاب، وخان بُني في الفترة العثمانية في القرن السادي عشر الميلادي، ومن الجدير بالذكر أنّها تحوّلت لمتحف يضم فسيفساء ورسومات، بالإضافة إلى أكثر من 15,000 لوح مسماري، كما شكّلت المدينة أكبر خط دفاع على طول نهر العاصي في الحرب الضارية مع الصليبيين أثناء محاولات غزوهم التي حدثت في القرن الثاني عشر الميلادي والتي انتهت باستسلامها لصالح نور الدين سنة 1149م.
قلعة صلاح الدين
تقع قلعة صلاح الدين بين جبال الساحل السوري على بُعد 25 كم شرق اللاذقية في الطريق لمدينة حلب، ويُذكر أنّ الآثار الناجية فيها تعود للقرن الثاني عشر الميلادي من الفترة الصليبية، واشتهرت القلعة بعدّة آثار منها الجدران الحجرية، وأبراج الحماية العالية، والخندق، بالإضافة إلى الجزء الوحيد المتبقي من الجسر الداعم الذي يربط جزئي الموقع؛ وهو مكوّن من قطعة رفيعة من الصخر طولها 28 متراً، وقد استولى صلاح الدين الأيوبي على القلعة سنة 1188م، حيث اعتبرت هذه الحملة من أنجح حملاته العسكرية، ثمّ تلا حكم الأيوبيين حكم المماليك الذين بنوا مسجداً، وحمامات، ومدرسةً، وحوض ماء، وخزاناً في القلعة.
قلعة الحصن
تقع قلعة الحصن بالقرب من مدينة حمص، وهي واحدة من أجمل قلاع العصور الوسطى الصليبية في العالم، ومن أقوى الحصون في الشرق، وتتألّف من قلعتين متحدتي المركز؛ فالقلعة الخارجية محاطة بجدار دفاعي معزّز بأبراج شبه دائرية، أمّا القلعة الداخلية فهي أعلى من القلعة الخارجية وتطل عليها من الأعلى؛ وذلك بسبب المنحدر الذي بُنيت عليه.
معلولا
تشتهر مدينة معلولا السورية بالمواقع الدينية المسيحية البارزة التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وتقع المدينة على بُعد 50كم نحو الشمال الغربي من مدينة دمشق، كما يبلغ ارتفاعها 1500 متر عن سطح البحر، أمّا اسم معلولا فيعني المكان المرتفع ذو الهواء المنعش في اللغة السريانية التي لا تزال محكيةً من قبل العرب المسلمين والمسيحيين الذين يقطنون المدينة.
مدينة أوغاريت الأثرية
تقع مدينة أوغاريت الأثرية على تلة اصطناعية كبيرة تُسمّى رأس شمرا، وتبعد 10كم شمال اللاذقية، وتقع المدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط الشمالي، وقد كان أول من اكتشفها فلاح في ميناء البيضا أثناء استخدامه للمحراث، وعليه بدأت حملة حفريات رسمية في الموقع من قِبل علماء آثار فرنسيين بإشراف كلود شيفر،
كما تُعتبر حروف كلمة أوغاريت الأكثر تعقيداً في العالم القديم؛ حيث تحتوي الكلمة على ثلاثين رمزاً.
دورا أوربوس
تقع مدينة دورا أوربوس في الشمال الشرقي من مدينة دير الزور، وتحديداً بين مدينة الميادين ومدينة البوكمال،
واشتهرت المدينة بكنيسة دورا أوربوس المبنية سنة 232م والتي تُعتبر أول كنيسة منزلية مكتشفة في العالم، وسُمّيت بذلك لأّنه خلال القرون الثلاث الأولى للكنيسة كان المسيحيون يلتقون في المنازل للعبادة؛ وذلك بسبب الاضطهاد الواقع عليهم قبل صدور مرسوم قسطنطين سنة 313م، والذي أعلن فيه التسامح الديني في جميع أنحاء الإمبراطورية، كما أنّها واحدة من أقدم الكنائس المُحافَظ عليها، ويُعتقد أن اللوحات الجدارية الموجودة حالياً فيها ربما تكون أقدم رسومات كَنَسية في العالم على الإطلاق
الجامع الأموي
يُعدّ الجامع الأموي أحد معالم مدينة حلب القديمة في سوريا، حيث يرجع تاريخ بنائه للقرن الثامن، بينما يرجع تاريخ ترميمه للقرن الحادي عشر، ويُطلق عليه اسم الجامع الكبير، وهو مكوّن من مئذنة بطول 45 متراً، وساحة رئيسيّة تحتوي على نافورة، هذا ويشار إلى أنّ المسجد تعرّض للتدمير عام 2013م بفعل القصف خلال الحرب في سوريا.
كنيسة القديس سمعان العمودي
تُعد كنيسة القديس سمعان العمودي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو لعام 2011م، وهي أقدم ما بناه البيزنطيّون من الكنائس. توجد في شمال غرب مدينة حلب، وقد بُنيت هذه الكنيسة تخليداً لذكرى الراهب القديس سمعان، وهي تحتوي على العمود الذي تنسك فوقه القديس، وهو بطول 15 متراً.
قلعة حلب
تُعدّ قلعة حلب من أقدم وأضخم الأبنية التاريخيّة في العالم، وهي عبارة عن قصر منيع يتوسّط المدينة، حيث تقع إلى الشمال من سوريا، كما يعود بناؤها إلى العصور الوسطى، إلّا أنّها استخدمت في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث كان ذلك بعد تعرّضها للغزو من قِبل الإغريق، والبيزنطيين، والأيوبيين، والمماليك، ويذكر أنّ غالبية آثار البناء يرجع للعهد الأيوبيّ.
معبد بعل في تدمر
يُعدّ معبد بعل أحد المعالم الأثرية الدينيّة في مدينة تدمر، وهو المعلم الأكثر أهمية في القرن الأول الميلادي في منطقة الشرق الأوسط، حيث بُني خلال العهد الهلنستيّ كمعبد، ثمّ أُضيف إلى بنائه ضريحاً رئيسياً، كما يتواجد فيه ممر كبير مزوّد بالأعمدة المشيّدة على النمط الكورنثي، هذا ويُقدّر حجم المعبد بـ 205 × 210 متراً.
قصر العظم
يشكّل قصر العظم أحد معالم العمارة العثمانيّة في مدينة دمشق، ويرجع تاريخ بنائه لعام 1749م، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى السلطان العثمانيّ أسعد باشا العظم الذي أمر بإقامته، ويمتاز القصر بفسيفسائه وزخرفاته متنوعة الألوان، حيث تظهر فيه مهارة الحرفيين والبنائيين السوريين، ومن جانبه يشكّل نمط بناء القصر نموذجاً لبناء البيوت الدمشقيّة، فهو يضم غرفاً خاصة للنساء والأطفال، وغرفاً لاستقبال الرجال ومناسباتهم الاحتفاليّة أيضاً.
قلعة صلاح الدين
تقع قلعة ساون، أو صلاح الدين إلى الشرق من مدينة اللاذقية السوريّة، وتبعد عنها حوالي 30 كيلومتراً، وتُصنّف القلعة ضمن مواقع التراث العالمي منذ عام 2006م، وتمتاز بموقعها الاستراتيجيّ، وارتفاعها البالغ 410 متر، وقد تعرّضت هذه القلعة للغزو من قبل الصليبيين في القرن الثالث عشر، إلا أنّ القائد صلاح الدين الأيوبي حررّها منهم.